قراري في الذكرى الخامسة لرحيل والدي / المختار ولد ديبه ولد الشين

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على النبي العربي الهاشمي الأمين.

*قراري في الذكرى الخامسة لرحيل والدي*

تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة لرحيل والدي عبد الرحمن (ديبه) ولد الشين، تغمده الله بنعيم الجنان ومنَّ عليه بصحبة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

فعندما كان الكثيرون يقدمون خطوة ويؤخرون أخرى كان الوالد رحمه الله من رواد جيل التأسيس، ومن المؤمنين بمشروع الدولة الموريتانية، فقد أخذ المبادرة وقاد العمل الحكومي في قضايا حساسة داخل وخارج الدولة، وقد كان لذلك أثره البالغ في تحييد الخطر عن الدولة الوليدة وفي توفير الجهد والإمكانات للوطن الناشئ.

كما كان والدي، وهو الرمز الاجتماعي والقيادي السياسي البارز، أحد القلائل الذين يقدمون رأي ورغبة الجماعة، على أي طموح شخصي أو أية مصلحة عابرة، وقد تجسد فيه رحمه الله تعالى المناضل الوفي للوطن الموريتاني، والأخ المخلص لجيله وأهله، خاصة أولئك الذين تقطعت بهم سبل المفازات بحثا عن الرزق والكلأ، فكان بعون الله يتفقدهم ويصلهم مهما بعدوا، ويقدم لهم كل الخدمات الممكنة من جلب الدواء للمريض والنفقة للمعوز المسكين المنسيِّ وتوفير السقاية للناس والحماية المطلقة الممكنة.

وكان، رحمة الله عليه، وهو سليل البندقية والفروسية، رجل سلام ووئام فقد كان ينصح الجميع ويسعي في الصلح ونشر المحبة بين الأفراد والمواطنين بدل الصراع والضغائن.

ومع حلول هذه الأيام، لا أفتقد أبا عاديا. بل أفتقد فارسا من فرسان الوطن، ونبيلا من نبلاء المجتمع، وحكيما فريدا من حكمائه، ووطنيا مخلصا، ومثقفا ضالته الحكمة.

وأكثر من كل هذا أفتقد منظومة أخلاقية فريدة من نوعها أخذت من حب خلق الله ما يقرب إلى الله.

ومع أني برحيل الوالد فقدت أبي الرجل المؤمن الخدوم لوطنه ومجتمعه، فإنه يثلج صدري أنه قام بواجبه حتى آخر لحظة في حياته، وهو ما تجلى في الاتصالات التي وردتني وتردني من أسرتنا ومن حلفنا السياسي ملحة أن أقوم بالدور الذي كان الوالد رحمة الله عليه، يقوم بهِ على جميع المستويات خدمة للأسرة والحلف والمنطقة والوطن بصفة عامة.

وهكذا، فإنني اتكالا على الله تبارك وتعالى، قررت رفع وتيرة الخدمة التي أقدمها لحلفنا، وأجدد ما أعلنته العام الماضي من عزمي على الترشح للبرلمان نائبا عن مقاطعة “عدل بقرو ” الخضراء، خاصة بعد أن تمت الاستجابة لرغبة حلفنا وتحويلها من مركز إداري إلى مقاطعة بعد أكثر من ستين سنة من انتظار هذا الإنجاز، الذي يعود الفضل فيه لرئيس الإجماع الوطني فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.

وإنني بهذا القرار أزف البشرى إلى أولئك الذين ما فتئوا يطالبونني بقيادة حلف أهل الشين السياسي والاجتماعي، وأتعهد ونحن في ظل حكم إحياء العهد ومعناه، أن أخدم حلفنا ومنطقتنا ووطنا بكل أملك من جهد. والتوفيق من الله تبارك جل جلاله.

المختار ولد عبد الرحمن (ديبه) ولد الشين

نواكشوط : 21/01/2023

اترك تعليقاً