خاض بحر الزمن بشجاعته ليكون الدرة الثمينة لهذا الوطن.

 

لست ممن يكتب عن الأشخاص وصفحتى على فيسبوك الكل يعرفها لكنها شهادة لله في حق رجل عظيم كان السر وراء توسع وبناء ونجاح اعرق مؤسسة إعلامية.

أتحدث ولأول مرة عن المدير العام لإذاعة موريتانيا الاستاذ محمد الشيخ ولد سيدي محمد.

 

ظلت الإذاعة الوطنية لسنين عديدة تتوارث من قبل أشخاص وقبائل ويتجذر فيها الحيف والإقصاء والتهميش لكل ضعيف وتصل مديونيتها عنان السماء لا إنتاج يراعي خصوصيات الواقع ولا بنية تحتية يستظل بها العامل المقهور إلى أن اعتلى عرشها رجُل من الزمن الأصيل المُفعم بالقيم والمُرسخ بالمبادئ والثوابت، زمن خاض بحرهُ بشجاعته ليكون الدرة الثمينة لهذا الوطن.

السر وراء نجاحات الإذاعة

السر وراء النجاحات الباهرة والمتتالية لإذاعة الخدمة العمومية تمثلت في الصفات الإنسانية والقيادية التي يتحلى بها المدير العام محمد الشيخ ولد سيدي محمد ، باعتبارها صفات شخصية وجدانية تحلى بها وبرزت في مجمل علاقته مع الآخرين، أفرادًا ومؤسسات ، مواطنين ومسؤولين، رجالاً ونساء، وعكست هويته الحضارية والثقافية الشنقيطية الأصيلة والإنسانية والوطنية وجعلت منه راعيًا وأمينًا على مصالح  البلاد والعباد.

واكبنا كمراقبين وعمال مسيرة البناء المظفرة لأعرق مؤسسة إعلامية والتى قادها خلال أربع حجج متواصلة من باسكنو إلى الشكات مروراً بكنكوص ومقامة وتيشيت وتمبدغة وكوبني والنعمة ولعيون وكيفة وألاك وروصو واكجوجت … والقائمة تطول .

واكبنا اقتناء اسطولا من السيارات رباعية الدفع الجديدة وزعت على القطاعات والمحطات الجهوية والحدودية والمحلية دون ضجيج ولا من ولا اذي لأن صاحبها مدرك جيداً أن الرفعة والشموخ لاتدرك بالكلام الفارغ والوعود الخاوية بل بشيء ملموس يمكث في الأرض وينفع الناس.

واكبنا كذلك كغيرنا تلك التحسينات في رواتب عمال المؤسسة والتى كان نصيب الاسد منها للموظفين البسطاء كعمال النظافة والسائقين قبل المديرين ورؤساء المصالح والاقسام وهذا لعمري إنجاز عظيم لايراد منه التسويق والشعارات المزيفة.

واكبنا أيضاً تكافؤ الفرص والعدالة في توزيع المناصب وإشراك الكفاءات الشبابية التى ضحت بكل جهدها في سبيل النهوض بهذه المؤسسة لردح من الزمن وظلت تعاني الظلم البين وهذا لعمري كذلك إنحاز لايراد منه الإستهلاك السياسي .

واكبنا نحن أيضاً اقتناء العديد من اللوازم الفنية العالية الجودة وتوسعة البث الإذاعي ليشمل بعض المناطق النائية والحدودية من خلال محطات جديدة تم بناءها مع اقتناء أجهزة للبث وهوائيات خاصة بالإذاعة وهذا لعمري إنجاز لايستعرض في كل ناد.

كما واكبنا أيضا تجسيد إعلام قرب يخدم التنمية المستدامة ويعزز الصلة بالمواطن العادي وينقل بنزاهة وموضوعية وحياد همومه وتطلعاته أين ما كان ومهما يكن لتستعيد الإذاعة تلك الثقة مع المواطن التى كادت أن تفقدها خلال سنين مضت.

واكبنا كذلك كغيرنا من ابناء هذا الوطن تلك العروض التى قدمت في المحافل الوطنية والدولية عن دور المؤسسة في المحافظة على تاريخ الامة كما تابعنا أيضاً عن قرب المنصات التثقيفية والتوعوية والنقل الحي والمباشر  بالصوت وبالصورة تارة اخري لكافة الأحداث الوطنية لتعود الإذاعة ذلك الصرح الإعلامي المحافظ على المروث الشنقطي الأصيل المتشبث بكل جديد صالح .

المدير العام الاستاذ محمد الشيخ ولد سيدي محمد رجل من طينة الكبار ورجل المرحلة باستحقاق إذا تحدث تجلت الرجولة في روعة حديثه وإذا وعد فهنيئا للموعود بما ينوي له قال لنا ذات مرة نحن هدفنا الأول هو المواطن البسيط ونقل معاناته والعيش معه كافة تفاصيل حياته اليومية وتقريب الخدمة العمومية منه وإن تشبثنا بهذا الطريق ثبت لنا الأجر إن شاء الله وتجسدت رسالتنا الهادفة. ليت كل المديرين أو القائمين على الشأن العام يحذون حذوه أويفكرون نفس التفكير.

ظل المدير العام محمد الشيخ ولد سيدي محمد أبا لنا نصوحا مرشدا مصححا لأخطائنا ومشجعا لنجاحاتنا ومتضامنا معنا كعمال في محننا -رغم إنشغالته الجمة – لاينظر في هذا العمل بمنظور العامة التى تنتظر جزاء أو شكورا.

وقليلٌ هُم الرجال الذين يُخلدهم التاريخ، الذين صنعوا أمجاد أممهم وبذلوا الكثير لعزةِ أوطانهم، أولئك الرجال لم تنل منهم التحديات ولم تنكسهم الأزمات، بل زادتهم إصرارًا على تحقيق أهدافهم النبيلة من اجل شموخ وعزة الوطن العزيز.

بقلم: عبد الرحمن ولد يسلم

اترك تعليقاً