السادة حراس المهنة المحترمون
تحية طيبة وبعد:
لقد اطلعت على رسالتكم الموقرة،والتي أبديتم فيها حرصكم على مهنة الصحافة التي تعتبر أنبل وأصعب مهنة،وهو ما يشكر لكم.
أيها الحراس ،لقد مضى لي في الحكم قرابة العشر سنوات،عرفت الصحافة خلالها نوعا من الإمتهان والإبتعاد عن رسالتها ما لم تعرفه في تاريخ البلاد،ورغم الحرية التي منحت فلم يزها ذلك إلا فسادا وشذوذا،لم أكن أود أن أكون أنا من يتدخل لإصلاح الصحافة،كنت أنتظر كل يوم أن يقدم لي من أهل المهنة اقتراحا أو فكرة أو إستعدادا للقيام بجهد لإصلاح الصحافة.
انتظرت وانتظرت حتى خيل إلي أن أحدا لن يتقدم لهذه المهمة التي أعرف أنها لن تكون هينة،وأخيرا قرر بعض المنتمين للمهنة التقدم بمقترحات يرون انها قد تساعد في إصلاح هذه المهنة التي نحن بحاجة إلى إصلاحها جميعا،لأهميتها للبلد كما شهدتم بذلك في رسالتكم.
لن تصدقوا كم سررت بالأمر لأن احدا تجرأ أخيرا لهذا العمل الصعب الذي هو إصلاح الصحافة،فبادرت بالتوجيه بتذليل كل الصعاب لهم ومد يد العون والمساعدة حتى ينجحوا في مهمتم.
مع أحترامي لكم ك”حراس” لهذه المهنة النبيلة،أو أن أطرح عليكم الأسئلة التالية:
أين كنتم خلال العقد الأخير ؟هل كانت وضعية الصحافة ترضيكم ولم تكن تستدعي العمل على إصلاحها؟لماذا لم تكونوا أنتم من بادر بطلب إصلاحها وأكون أنا أول من يستجيب لكم؟
هل أصدرت الأيام التشاورية توصياتها بعد؟
أظن أنكم تأخرتم من جهة واستعجلتم من جهة أخرى.
تأخرتم في الإعلان عن حراستكم للمهنة،واستعجلتم في الحكم على الأيام التشاورية لإصلاحها.
أظن أن علينا جميعا أن ننتظر لنرى ما ستسفر عن هذه الأيام،فإن كان في صالح الصحافة فعلينا أن نساهم فيه جميعا وإن كان العكس فلكل مقام مقال.
رئيس الجمهورية