العصمة للأنبياء عقيدة المؤمنين / محمد يسلم بن محفوظ
من ساوى بين أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله مع أقوال غيره وأفعاله وزعم أن النبي صلى االه عليه وسلم يخطئ ويصيب فهو مرتد ليس من المؤمنين منقص من مكانة النبي صلى الله عليه وسلم جاحد لشرع الله الذي بلغه على لسان نبيه الأمين لا يثق بكلام النبي صلى الله عليه وسلم ومن يثق بكلام
النبي فلا إيمان له قال (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) فلو كانت أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله قابلة للخطإ لما لزمنا اتباعه ولا تصديقه إذ كيف نصدق ونتبع من يجوز عليه الخطأ ؟؟ إذن نحن نسير بين الخطإ والصواب لا ندري ما يقول رسولنا هل هو من الخطإ أومن الصواب ولا ندري أيضا هل هو صادق في تبليغه للقرآن أم أخطأ في البعض وأصاب في البعض وهذه نعوذ بالله عقيدة أهل الريب والشك والإلحاد. والله تعالى نفى الإيمان عن هاؤلاء الشاكين في حكم المرتبين قال تعالى (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52)
والخلاصة أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وتقريراته كلها من شرع الله تعالى سواء كانت في درجة الوجوب أو الندب أو الإباحة كل ذلك تشريع لا خطأ فيه وإنما يقع الخطأ أو الصواب في فهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من غير المعصوم صلى الله عليه وسلم وهو كل من دون النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال مالك رحمه الله تعالى ” كل كلام منه مقبول ومردود إلا كلام صاحب هذا القبر ” يعني النبي صلى الله عليه وسلم مع أن إجماع الأمة معصوم أيضا
ونصوص القرآن في وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله لا يمكن حصرها بل القرآن كله جاء ليقرر هذه الحقيقة بل يربط محبة الله بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه باتباعه وطاعته بطاعته والإيمان باتباع هديه قال تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) وقال (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ) وقال (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وقال ( وإن تطيعوه تهتدوا ) وقال ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )
اللهم جنبنا الفتة ما ظهر منها وما بطن.