وانتصرت الحكمة والأمانْ على خيار الخديعة والخذلانْ / المصطفى بن امون
كم أنا فخور حدَّ الهذيانْ, ومتحفّزٌ حدَّ الغليانْ, وأنا أتابع بكل شغف وحبورْ وكالات الأنباء الدولية وهي تتناقل على المباشر خبر نجاح المبادرة الموريتانية الصرفة وأقول الصرفة وأعني وأعي ما أقول, بقيادة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في نزع فتيل الأزمة الغانبية ((وقد بلغت القلوب الحناجر))
وبلغ السيل الزّبى ولم يبق إلاَّ لعلعة المدافع ودويِّ حمم القنابل المدمرة على الإخوة الغانبيين الآمنين في وطنهم إشفاءا لغليل ربما طال انتظاره, في حرب شعواء الله وحده أعلم بعواقبها ومآلاتها, بدأت السينغال معززة بدول غرب إفريقيا تدقُّ طبولها دون هوادة أو إنصاف, ناسفة بذلك آخر بصيص أمل يلوح في آخر نفق مليء بالحقد والكراهية والتشاؤم…! خدمة لأجندات محلية ودولية ضيقة وبغيضة. آخر ما يهما مصلحة الشعب الغانبي الشقيق ووحدته وانسجامه, ورفاهيته في بلده وأمانه..!! لكن إرادة الحكمة والمسؤولية والسلام… لدى رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز كانت بالمرصاد لتلك المحاولات البائسة والهدامة واللاّعقلانية…أليس الأمر كذلك؟ بلى إنه كذلك وأكثرْ,! فسابق الريح العقيم إلى هناك متأبطا عزما وحزما وحكمة ووفاء… عساه أنْ ينقذ الكلَّ من مصير ماحق وساحق لا مفرَّ منه ولا وزرْ. فأنقذ الأخ الغانبيَّ من ورطاته, وأنقذ الجار السنقاليَّ من نزواته! وأنقذ قبل هذا وذاك الشعب الغانبيَّ الشقيق المسلم المسالم ممَّا ألمَّ به من مآسي ومحن يندى لها الجبين وتخرُّ لها الجبال هدا,! وسحب البساط من تحت دعاة الفتنة والحرب والخراب, ولقد جنب القارة السمراء مأساة جديدة من الحروب والتشرذم هي في أمسِّ الحاجة إلى من يجنبها إياها وإلى الأبدْ. سيدي الرئيس هكذا تكون الحكمة أوْ لا تكونْ, هكذا تكون الشهامة أوْ لا تكونْ, هكذا تكون الشجاعة أو لا تكونْ, هكذا تكون مراعاة حق الجار لجاره أوْ لا تكونْ, هكذا ما يجب أنْ ترفع بضم التاء به منارة شنقيط عالية خفاقة في مرايا الكون أوْ لا تكونْ, لقد رفعت التّحدي وقمت بما يجب أن تقوم به, وأيم الله لقد رفعت رءوس جميع الموريتانيين بمبادرتك المظفرة هذه كدعاة سلم وعدل وحكمة ووآم.. بعيدا عن الحرب والدمار والشقاق, والكراهية والتملق والنفاق…! واسمحوا لي هنا وبهذه المناسبة الجليلة, أنْ سطّر هنا قطعة شعرية سبق وأنْ قلتها للرئيس محمد ولد عبد العزيز في استحقاقات 2009م الرئاسية ولم أنشرها سابقا وأعتقد جازما أنّ هذا المقام الجلل يناسبها وفي المثل السائر: [لا مخبأ لعطر بعد عرس] أليس كذلك؟؟ وهي بعنوان:
شنقيط قبلك ما زالتْ معذبة
انهضْ فدتكَ الغواني مِعصماً خضِبا***وانساب غيثكَ في الصحراء مُنسكبا
انهضْ إلى غدكَ الميمونُ طــــالعه***تأبَّط المجد في عليــــــــائكم رتبا
انهضْ عزيز فما القوم مثلك في***ردِّ المظالم للمسكين مُستلبا
كانتْ بلادك قبل الأمس تائهة***واليوم فاقتْ بلادَ العجم والعربا
فذي مرابعها تلقاك باسمة***وذي منابرها تشدوا لكم طربا
وذي معاهدها تسموا بكم شرفا***وذي مزارعها ترنوا لكم عجبا
شنقيط قبلك ما زالتْ مُعذّبة***تشكو النِّكاية والتهميش والنَّصبا
فارفعْ منارتها الغراءَ شامخة***واحْفلْ بها وَطناً واطربْ لها أدبا
أنت الفتى ابنُ جُلاّها وابن بجدتها***أكرمْ بكم نسباً أكرمْ حسبا
تلك السيادة والرحمن يعصمها***تلك الشهامة لا زورا ولا كذبا
بلى تلك الشهامة لا زورا ولا كذبا, لقد رفع الرئيس محمد ولد عبد العزيز التحدي وأعاد للدبلوماسية الموريتانية مجدها وألقها وأزاح عنها ران الضعف والهوانْ الذي اتَّسمتْ به سنين عددا,! ففي مبادرته الموفقة هذه حالفه الحظ دونما منازع في الحؤول دون الحرب وإراقة الدماء, كما نزع فتيل فتنة الإخوة الأشقاء, فهنيئا له وهنيئا لكل الموريتانيين بهذا النصر الدبلوماسي المؤزرْ, والذي لا يبقي من الخصوم ولا يذرْ, فمزيدا مزيدا…من التـألق والعطاء, وكل عام وموريتانيا ترفل في ثوب الشهامة والنماء, بعيدا عن المهانة والخمول والازدراءْ… قال تعالى: ((لا خير في كثير من نجواهم إلاّ من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس…)) صدق الله العظيم.
وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب.