الشباب ومراكز القرار/ د. أحمدو ولد فال

ظل الشباب الموريتاني خلال العقود الماضية يذاد عن مراكز القرار, التنفيذي منها والاستشاري بشكل ممنهج, فالجيل الذي حكم البلاد في تلك الحقبة كان له ما يتكتم عليه من دكتاتورية وفساد بالإضافة إلى ملفات أخرى أبى علي الحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه أن أذكرها.

سد جيل الحكم هذا كل الأبواب ـ بإحكام ـ دون الشباب جاهلا أو متجاهلا أن هناك أبوابا تفتح بالتلازم العكسي مع الأبواب التي أوصدوها. فتحت تلك الأبواب وخرج شباب فإذا أرض فسيحة رحب عالية الخصوبة تنبت أشجارها ونجومها على اختلاف أنواعها وأحجامها أعداء هذا الوطن الحبيب, أرضه وسيادته, اقتصاده وثقافته, وحدته الدينية والوطنية.
1ـ الباب الجنوبي: تسلل عبر هذا الباب شباب تم التغرير بهم إلى تنظيم القاعدة…… قتلة متوحشون التحكم في مبادئهم فاستأصلوا منها الدعة والحنان والرحمة التي تربوا عليها داخل بيوت آبائهم ورسخها الشارع الموريتاني المسالم المسلم وزرعوا مكانها الوحشية والعداء للإنسان.
أصبحت موريتانيا هدفا فكانت عملية لمغيطي والغلاوية وألاك… ساد الرعب, تملك الخوف قلوبا لا تملك من الأمر شيئا, تدمر قطاع السياحة, توقفت الاستثمارات الأجنبية وساءت سمعة البلد.
فمن المسؤول؟؟؟؟
2ـ الباب الغربي: من هذا الباب خرج شباب إلى مستنقع الإلحاد والتطاول على المقدسات الدينية ومستنقع الدعوة إلى التفرقة العنصرية والعرقية من جهة أخرى.
سُب من لا ينطق عن الهوى ومن هو على خلق عظيم رسول الله صل الله عليه وسلم فاحتقن الشارع وتلولدت موجة ركبها الانتهازيون كل حسب وجهته ومبتغاه.
مُزق كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فتولدت موجة أخرى وظهرت كيانات لها خلفياتها وارتباطاتها الدولية والإقليمية. شاعت دعايات عنصرية ، عرقية وطبقية تلتقي أهدافها في تفكيك المجتمع الموريتاني وإذكاء شرارة النعرات. ساد جو من الفوضى وتولدت موجة.
فمن المسؤول؟
3ـ الباب الشرقي: خرج الكثير فإذا مزارع الإسلام الحركي “زرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه” أعجبتهم خصوبة أرضه “فتنادوا مصبحين أن اغدوا على حرثكم” غدوا فزُودوا بأجود البذور وأكثر آلات الزراعة الفكرية تطورا. تأسست الجمعيات (الخيرية والدعوية) واتخذت المساجد مقرات ، كاد المذهب المالكي يختفي. نودي برحيل النظام. دعي الشعب إلى الثورة فأبى، ثارت مصر فتحركت المدينة “المصر قطرية” نواكشوط.
فمن المسؤول؟
4ـ باب الأمل : منذ فترة قصيرة دخل مصطلح الأمل إلى مركز القرار فسميت خطة دعم بعض المواد الغذائية “خطة أمل” ولكن أمل الشباب ظل كما كان إلى أن أعلن عن لقاء يجمع الرئيس بالشباب لإشراك الأخير في العملية التنموية , إعلان أحدث في الباب فرجة قبل أن يفتح تماما بالإعلان عن إنشاء هيئة استشارية عليا “المجلس الأعلى للشباب” وعزم الرئيس تسليم السلطة للشباب.
فها هو الشباب الموريتاني كله أمل في أن تكشف الأيام القادمة عن مجلس يمثله كفاءة وقوة, مجلس اختير على أساس الكفاءة العلمية, مجلس قادر على إقناع كل الشباب بحمل راية التنمية وصد الهجمات التي يقام بها  ضد أمن واستقرار البلاد ووحدتها الوطنية والدينية بدل استخدامه ـ كما كان عليه الحال أيام لا أمل ـ وقودا لها

اترك تعليقاً