موريتانيا..من استدرار الارهاب الى رعايته
حين اشتدت وطأة الفعل المعارض لولد الطايع مع بداية الألفية وظهور بواكر الانترنت المزعج ” موريتانيا نت، الراية انفو…، ” ومع تصاعد النشاط المعارض في الداخل والخارج قفزت الى ذهن العقيد فكرة استدرار الارهاب واستمطاره أملا في الحصول على نصيب من كعكة الحرب على الارهاب الخارجة لتوها من المطبخ البوشي.( كان شعار المطبخ المشهور يومها من ليس معنا فهو مع الارهاب). أوفدت – أو في الحد الأدنى تغاضت – الجهات الأمنية عن سفر العشرات من الشباب إلى الصحراء الجزائرية والمالية، لاحقا سرب الخبر مع جرعة توابل للاعلام فانتشر كالنار في الهشيم وفي الأثناء شرع النظام في حملة اعتقالات واسعة في صفوف التيار الاسلامي وفتح وسائل إعلامه لحالة تحريض شعبية واسعة كان خطابها الأساسي: أن الارهاب هنا وأن االارهابيين هنا، أحدهم بلغ به الحماس أن قال عبر أثير إذاعة الحكومة إن بن لادن والملا عمر ربما يكونان هنا، وضعت المصالح الحكومية ارقام هواتف للابلاغ عن الأمكنة التي يختبئ فيها الشيخ والملا.. ..
حين أنهى ولد الطايع حملة استدرار الارهاب وأخذ نظامه زخرفه وأزين وظن أنه قادر على معارضيه كانت المفاجأة من حيث لم يتوقع فقد أثمر الارهاب ثمارا مرة في لمغيطي وحين أراد مواجهته بقادة الجند صبحوه بانقلاب وهو خارح البلد يقدم واجب العزاء، أغلق البلد أمامه تماما كما فعل هو نفسه مع سلفه المقدم ( في مسيرة الانقلابيين هناك دائما تشابه غريب بين البدايات والنهايات) …
اليوم في ظل نظام الجنرال الخارج من خوذة نظام العقيد يستعاد نفس السيناريو منذ قرابة أربع سنوات؛ منذ أحس النظام خطر موجة الربيع وقدر أن الاسلاميين يمثلون قوة رئيسة في العاصفة الربيعية المحتملة ، حينها استعاد التلميذ دفاتر سيده فشرع في ” التحضير”لحالة اسلامية بديلة لا يكون على جدول أعمالها الحديث عن الحرية ولا الديمقراطية أحرى العدل والوحدة الوطنية ومحاربة الاستعباد والاستبداد.. ..
النسخة المعدلة من الارهاب في العهد الجنرالي أقل تنقيحا من تلك التي ” وخظت من بكطها” أول مرة في العهد الطائعي، إنها نسخة بملامح حزب النور “بطلها الرئيس” أعد على عجل وخط سيرها متعرج ” وكدروهه” من النوع الرديئ جدا كأنما أنجزته شركة عزيزية في صفقة من صفقات ” التراضي”.
الآن لم تعد الحاجة ماسة لكي ” تحترق” أصابع إعلام الحكومة الرسمي فالاعلام الحكومي ” بيس” واعلام ” حاشاكم” جاهز لتلميع ” الأبطال” المستفيدين من الرعاية في كل مرة تقع الخردة التي بحوزتهم في حفرة من حفر الطريق ” المعبد” بالكذب والخدع البصرية والشعارات البراقة التي أخرجها أساطنة حراس المعبد الذين أعيدت لهم الثقة بعد فترة نقاهة اقتضتها ضرورات تغيير خشبة المسرح.
مع أن اللعب مكشوف وفي مناطق خطرة وتدل المؤشرات كلها على أنه خارج عن السيطرة يستوى في ذلك “الفوكاني منه والتحتاني” لكن صاحب الفخامة يستمتع بمداوة عقدته في استكمال طريق العقيد مع حالة من العبط يحسد عليها فهو يسلك الطريق ذاته حفرة حفرة وقفزة قفزة، وهو على ثقة كاملة أنه سيصل لنقطة نهاية مختلفة وتلك ربما بعض ملامح التأثر بعقيد ءاخر كان له تأثير وأثر ،ونهاية لها أيضا علاقة بالحفر.
الصحفي : أحمدو الوديعة