العشرية السوداء للنظام الإنقلابي ولد عبد العزيز…. بين هاجس الإنتهاء وأطماع الإستمرار./ محمد عبد الله بونن إچيه المختار..

تنتهي المأمورية الثانية للجنرال الإنقلابي ولد عبد العزيز بعد عشر سنوات عجاف بدأت بانقلاب على أول شرعية مدنية منتخبة من طرف الشعب الموريتاني ليتم إنهاء مشروع الدولة المدنية حيث رشح الجنرال الإنقلابي ولد عبد العزيز نفسه وخاض إنتخابات منظمة على مقاسه لا تستند على أي شرعية ولا معيار للشفافية….. وقد شهدت هذه العشرية السوداء كافة أنواع النهب والفساد حيث تم القضاء على كل الفرص الذهبية في انعاش الإقتصاد نتيجة للقروض التي توفرت وأرتفاع قيمة الحديد عالميا…… كل ذلك كان كفيلا ببناء اقتصاد وطني جاد يلبي تطلعات المواطن البسيط ويمتص البطالة التي تنخر في جسم الشباب ويصنع مناخا منافسا يجلب الإستثمار والمشاريع الصاعدة… لكن تخبط نظام ولد عبد العزيز وسياساته العشوائية حالت دون وقوع ذلك بل ازدادت البطالة وأرتفع الدين الخارجي وتراجعت قيمة الأوقية وتم تهديد المستثمرين الأجانب بالضرائب والرشوة وغيرها مما خفي. أما بخصوص المشهد السياسي فلا يخفى على أحد أن نظام ولد عبد العزيز قد تراجع عن كل البنود التي تم الإتفاق عليها بالعاصمة داكار و ولى ظهره لكل حوار حقيقي يفضي إلى اتفاق وطني بين النخب السياسية…… وقد اتهم المعارضة بكافة الأوصاف وخونها في حبها و وفائها لوطنها موريتانيا كما عمد إلى تنظيم إنتخابات أحادية الجانب وفتح تعديلات دستورية في ظل رفض شعبي وسياسي كبير ليغلق بذلك إحدى أعرق المؤسسات التشريعية في البلد “مجلس الشيوخ”…. وبدأ في سجن رموز المعارضة كـ “السيناتور محمد ولد غده” والشيخة المعلومة منت الميداح “والتضييق على شبابها مثل ” محمد الدحان” و “ولد_بونن” و” حسن مزيد” إضافة إلى شباب أخرين ينتمون لحركة إيرا وغيرهم من الأحزاب المعارضة وشخصيات مستقلة حقوقية واعلامية مثل الدكتور المقيم في قطر محمد الشيخ الشيخ وأخيرا الإعلامي الكبير أحمدو الوديعة والناشط عبد الرحمن ودادي وكانت كل هذه الإعتقلات خارجة عن الإطار القانوني ولا تستند الى أي أدلة ملموسة… غير رغبة ولد عبد العزيز في تصفية حساباته الشخصية مع كل من يدافع عن الوطن ويتحسس له مستقبلا أفضل. أما على مستوى الجانب الإجتماعي: لقد صنع ولد عبد العزيز شرخا داخل المجتمع الموريتاني وفتح المجال أمام الخطاب العنصري الذي يدعوا الى التفرقةوالتباغض… وفتحت له المنصات الإعلامية الرسمية وتم التغاضي عنه بل وتزكيته في كل إنتخابات صورية نظمت…….. مع تولد تفاوت مخيف بين أبناء المجتمع الواحد حيث الفقر والطبقية والإنتقائية في التوظيف كلها عوامل ساهمت في زيادة الهوة بين فئات المجتمع مما ولد امتعاضا كبيرا من طرف المواطن البسيط الذي يحلم بأن يجد العدالة والمواساة مجسدة في بلده وفي كل الإدارات والمؤسسات التي يطرق أبوابها… ما هو مؤكد أن ولد عبد العزيز ترك وراءه ما يمكن أن نسميه “التركة القاتلة” وهي التي سوف تسقط أية جهود جديدة مالم تخرج عن عباءة النظام العزيزي و تعمل على تغيير الواقع منطلقة من أرضية خصبة يقودها أهل الكفاءة والوطنية وتشيد من قبل كافة الفرقاء السياسيين وأصحاب الأفكار النيرة…. وهذا هو الإمتحان الذي سوف تفرزه 100 يوم الأؤلى. أما بصمة العار والخزي التي سترافق ولد عبد العزيز إلى ما بعد مماته هي أنه في عهده تم التطاول على الذات الإلهية والجناب النبوي وعلماء الأمة الأفاضل…. وأنه تساهل وتاجر بأقدس المقدسات وأعظم الحرمات.

اترك تعليقاً